مسجد المحصب

1. المحصب هو مكان فسيح شمال شرق الحرم، بين جبل الحجون بمكة والذي يشرف على الحرم وجبال منى وهو أقرب إلى منى، وهو ملئ بالحصباء. وهو مكان يسيل فيه وادي مكة.

2. ويسمى هذا المكان أيضا بخيف بني كنانة والمعرس لنوم النبي (صلى الله عليه وسلم) فيه ليلاً، والأبطح. ويقال سُمي بالأبطح لأن أدم عليه السلام انبطح فيه.

3. ولمن أراد زيارة هذا الوادي، فقد بني مسجد في مكان نزوله صلى الله عليه وسلم بالمحصب, ويسمى مسجد المحصب.

فضائل وادي المحصب:-

1. عندما إنتهى النبي (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع نفر من منى إلى المحصب وصلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة من الليل.

2. من هذا الوادي دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة ليلا وطاف طواف الوداع وخرج للمدينة المنورة. وكان ذلك في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

3. شهد هذا الوادي اجتماع تحالف كفار قريش مع بني كنانة لحصار بني هاشم اقتصاديا حتى يسلمونهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكتبوا بذلك صحيفة باطلة علقوها في الكعبة فاكلتها الأرضة، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد نهاية حجة الوداع: نحن نازلون غدا حيث تقاسموا على الكفر.

4. في هذا الوادي أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق الخروج بأخته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لتتم حجتها بعمرة. لأنها كانت حائضا وقت الطواف فأصبح الإهلال من التنعيم سنة إلى يومنا هذا ويسمى مسجد التنعيم مسجد السيدة عائشة.

آراء في سنة التحصيب:

1. سنة التحصيب فعلها بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وكان عبد الله بن عمر يواظب عليها.

2. وقالت السيدة عائشة وإبن عباس التحصيب ليس بسنة وإنما هو منزل من منازل النبي (صلى الله عليه وسلم) فمن شاء فعل ومن شاء ترك، وهذا قول أبي حنيفة وأحمد بن حنبل من الفقهاء.

3. وقال الأمام السرخسي أن التحصيب سنة ولو ساعة.

4. وقال الأمام الصنعاني في كتاب سبل السلام: ينبغي ليوم الدين على من حج أن ينزل وادي المحصب، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد نزله اعتزازا بدين الله وإظهاراً لكلمته.

5. وحكى النووي عن القاضي عياض أنه مستحب عند جميع العلماء.

6. وقالوا أن السبب في نزول النبي (صلى الله عليه وسلم) بوادي المحصب ولم ينزل بمكة، أنه عليه الصلاة والسلام قال وهل ترك لنا عقيل بن أبي طالب من دار، إذ أن عقيلا باع ميراث النبي (صلى الله عليه وسلم) واخويه وجعفر وعلى إبني أبي طالب.